سورة الرحمن هى إحدى سور القرآن الكريم الّتى تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل فى آياتها إعجاز الله فيها، وهي سورة مدنيّة، ترتيبها 55 من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 78 آية.
خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ.
وتعرض السورة الكريمة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».
وتساءل الكثيرون عن سبب تكرار «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، والحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له، إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير.
فالله تعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم، وهذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذى أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.
6 كلمات من كنوز الجنة.. زين بها عيدك يفرج الله همك ويبدل حالك لفرح
10 كلمات خير ما تبدأ به يومك.. رددها فور استيقاظك
فعل عجيب يحدث عندما تصلي على النبي.. الشيخ الشعراوي يوضح.. فيديو
ذكر يغفر ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.. ردده عند استيقاظك من النوم
سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن
قال الدكتور محمد داود المفكر الإسلامي إن من لطائف التعبير القرآني بل من دقة الكلمة القرانية، بيان أن القرآن وإن بدى لك إن به آيات أو الجمل أو الكلمات مكررة فهو تكرار ظاهري لمن لا يدركون المعنى الدقيق.
وأضاف محمد داود أن كثير من الناس يسألون عن سورة الرحمن كيف يتكرر “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” 31 مرة، كان يكفي مرة أو اثنين فما السبب؟ وهنا يجيب العلماء المتخصصين فى المعاني القرآنية والدلالات القرآنية أنه لما تعددت وتنوعت النعم في سورة الرحمن، وجب التذكير بعد كل نعمة، لأن معنى “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” التذكير بهذه النعمة، كأن ربنا سبحانه وتعالى يذكرنا بعد كل نعمة جديدة من نوع جديد، فهل تستطيع أن تكذبها.
وأضاف المفكر الإسلامي أن الله سبحانه ، وتعالى يقول لك هل تكذب هذه النعمة فإن كذبت واحدة منها النعمة فهل ستكذب الباقي، فهذا ليس تكرارا إنما وجب التذكير بعد كل نعمة لما تنوعت النعم وتعددت.
ونوه خلال تقديمه برنامج «روائع البيان القرآني»، على موقع «صدى البلد» إلى أنه إذن لا يوجد بذلك تكرار فى السورة وإنما ما يوجد هو تذكير واجب بعدما تعددت النعم وتنوعت.
وأوضح أنه قد يترتب على هذا سؤال آخر وهو أن آية {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} تتحدث عن العذاب، فكيف يكون التذكير بالنعمة بعد آية عذاب، فهل النار والعذاب نعمة لكى يأتى بعدها التذكير “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”؟ نعم نعمة،لأنها من قبيل التحذير من ذلك الشيء حتى لا نعمل بالأسباب المؤدية إليه فننجو.
وضرب المفكر الإسلامي محمد داود مثالا على ذلك قائلا عندما يخبرك الطبيب بأن عليك ألا تكثر من أكل السكر والملح لأن فيهما خطورة عليك، فهو ينبهك أنك من ممكن أن تموت بسبب الإسراف في أكل هذه الأنواع من الأطعمة، فهل هو بذلك يريد بك ضررا؟! لا.. فالحكمة العقلية تقول من حذرك من الشر قبل وقوعه حتى لا تقع فيه فقد أنعم عليك.
وأكد أن الله سبحانه وتعالى يذكر النار حتى لا يدخل الناس النار، وإنما يحذرهم من أن يفعلوا الأعمال المؤدية إلى النار فيتجنبوها، وهذا من باب التذكير وهو نعمة ، وهذا من لطائف التعبير القرآني.
printer
سورة الرحمن عن غيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن -الله تعالى-، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ