كم بلغت مدة حمل السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام؟

88

يُعتبر حمل السيدة مريم عليها السلام بسيدنا عيسى عليه السلام من المعجزات التي ذكرها القرآن الكريم، حيث حملت به دون أن يمسها بشر، وهذا من آيات الله العظيمة. لكن فيما يتعلق بمدة حملها، لم يذكر القرآن الكريم ولا السنة النبوية مدة محددة لهذا الحمل، مما جعل العلماء والمفسرين يجتهدون في تحديدها استنادًا إلى النصوص والتفسيرات المختلفة.الآراء حول مدة حمل السيدة مريم:

هناك عدة آراء حول مدة حمل السيدة مريم، أبرزها:

الحمل الطبيعي (9 أشهر):
يرى بعض العلماء أن حملها كان كحمل النساء العادي، واستمر تسعة أشهر، كما هو الحال في سائر البشر.
الحمل السريع (بضعة أيام أو ساعات):
يعتقد بعض المفسرين أن حملها بسيدنا عيسى عليه السلام كان استثنائيًا، واستمر فترة قصيرة جدًا، قد تكون ساعات أو أيامًا معدودة.
يستدل أصحاب هذا الرأي بقوله تعالى:
“فحملته فانتبذت به مكانًا قصيًّا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة” (مريم: 22-23)، حيث لم يُذكر تفصيل زمني بين الحمل والمخاض، مما قد يوحي بسرعة حدوثه.
الحمل لمدة 6 أشهر:
هناك رأي آخر يشير إلى أن الحمل استمر ستة أشهر، وهو الحد الأدنى لمدة الحمل الطبيعي للجنين كي يبقى حيًا بعد الولادة.
معجزة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام:

بعد أن حملت السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام، انتبذت به مكانًا بعيدًا، وعندما جاءها المخاض، كانت وحدها تحت جذع النخلة، فأنطق الله ابنها عيسى عليه السلام في المهد ليبرئها مما اتُّهمت به، حيث قال:

مدة الحمل في القرآن الكريم والتفاسير

لم يحدد القرآن الكريم مدة حمل السيدة مريم عليه السلام بشكل صريح، لكن بعض المفسرين استنبطوا من الآيات بعض التفسيرات التي تشير إلى مدة الحمل، مما أدى إلى ظهور عدة آراء:

الحمل الطبيعي (9 أشهر)

هناك من قال إن السيدة مريم حملت بسيدنا عيسى كأي امرأة أخرى، واستمر حملها مدة الحمل الطبيعية وهي تسعة أشهر.
هذا الرأي يستند إلى أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون الحمل طبيعيًا ليكون الأمر معجزة في كونه دون أب فقط، وليس في مدة الحمل نفسها.

الحمل السريع (ساعات أو أيام)

يرى بعض المفسرين أن السيدة مريم حملت بسيدنا عيسى عليه السلام وولدته خلال فترة قصيرة جدًا، قد تكون بضعة أيام أو حتى ساعات.
الدليل على ذلك هو أن القرآن لم يذكر فترة فاصلة بين الحمل والمخاض، بل جاء في قوله تعالى:
“فحملته فانتبذت به مكانًا قصيًّا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة” (مريم: 22-23)، حيث جاء المخاض مباشرة بعد الحمل، مما يوحي بقصر المدة.
هذا الرأي يؤكد أن الحمل لم يكن كالحمل الطبيعي، بل كان معجزة أخرى ضمن معجزة ولادة عيسى عليه السلام.

الحمل لمدة 6 أشهر

بعض المفسرين ذهبوا إلى أن الحمل دام ستة أشهر، وهو أقل مدة ممكنة ليبقى الجنين حيًا عند الولادة، وفق ما هو معروف طبيًا.
يستدل أصحاب هذا الرأي بأن هناك حالات نادرة يولد فيها الطفل بعد ستة أشهر ويعيش، مما يجعل الأمر ممكنًا.
الحمل كمعجزة إلهية

بغض النظر عن مدة الحمل، فإن الثابت هو أن حمل السيدة مريم كان أمرًا خارقًا للعادة ومعجزة إلهية، حيث خلق الله سيدنا عيسى عليه السلام من غير أب، ليكون آية للناس ورحمة من الله. كما جاء في قوله تعالى:

“قال كذلك قال ربك هو عليّ هيّن ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرًا مقضيًا” (مريم: 21).

“إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا” (مريم: 30).

رغم اختلاف الآراء حول مدة حمل السيدة مريم، إلا أن المؤكد هو أن حملها كان معجزة من الله، وجاءت ولادتها بسيدنا عيسى عليه السلام لتكون من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى

التعليقات معطلة.